خالد عبدالرحمن غير خالد من كوكب ثان، هذا ما كان يقوله جمهوره قبل أن يتخلى عنهم وعن لقائهم بشكل مؤسف في المؤتمر الصحفي الذي أعلن أنه سيعقده في قناة الساحة الأسبوع الماضي، ضارباً عرض الحائط بجمهوره وغير مبالٍ بهم!.
سابقاً لم يكن الجمهور يدرك لعبة الترويج للأعمال الغنائية التي يقوم بها بعض المطربين، وكانت تنطلي عليه حيلهم البارعة، والتي منها ما عمله الفنان خالد عبدالرحمن عندما استغل نزول ألبومه الجديد وحاول الترويج له من خلال قضية هروبه عن المؤتمر الصحفي. وكأنه أراد ابتكار طريقة تسويقية جديدة تشد الإعلام والجمهور نحو ألبومه الجديد.
وما يوحي برغبته التسويقية هو إصراره على أن تعرض حلقة "آخر من يعلم" بعد نزول ألبومه رغم أنه قد سجل هذه الحلقة قبل شهرين من الآن، وجاء عرضها أول أمس الاثنين من أجل تحريك الشريط وتدويره داخل سوق الكاسيت ليس إلا.. وهو دليل على تخوّف من ركود الألبوم.
الديكورات التي تغيرت في البرنامج من خيمة وسلاح صيد ومسبحة وكبسة "رز" وغيرها، توحي للمشاهد بأن البرنامج قد فسخ جلده كلياً، وهنا لنا أن نسأل: من أين تبدأ أروى وأين تقف في تفاهمها مع الضيف؟. حلقة"آخر من يعلم"لخالد عبدالرحمن وقبلها هروبه من المؤتمر الصحفي بقدر ما أساءت لجمهوره المتبقي، بقدر ما كشفت عن اتخاذه لطرق سيئة في الترويج لأعماله، والترويج في حد ذاته حق مشروع لأي فنان ولكن ليس بهذه الطريقة.
وما يؤسف فعلاً هو أن ألبوم "خالديات" جاء باهتاً بلا طعم وهي نتيجة طبيعية للتقشف الذي رافق عملية إنتاجه حيث تم تسجيله في منزل أحد أصدقاء خالد عبدالرحمن ومن دون دخول لأي عازفين أو أصوات كورال أو إيقاعات حقيقية إنما إيقاعات "اورج" وذلك رغم أن مدينة الرياض تعج بالأستديوهات.. فلماذا يقبل الفنان أن يسجل في منزل صديق له؟. هل هو استهتار بما تبقى له من الجمهور؟. وماذا عن شركة روتانا التي أنتجت الألبوم؟. كيف قبلت بهذا؟.
نحن نعتز ببرامج (مضارب البادية) إذا كانت تقدم تراثنا وأصالتنا، أما أن يظهر برنامج منوعات يعتني بالفن والتقاطعات في حياة الفنان ويتفاجأ المشاهد بعكس ذلك لأجل إرضاء الفنان فهو أمر غريب لم يستفد منه المشاهد مطلقاً. خاصة وأن الحلقة تم تسجيلها في بيروت لكي تعرض على المشاهد العربي وهو ما غفلت عنه أروى حين اعتنت بالصيد والكبسات وتوزيع السبح، حتى احترنا كيف نسمي تلك الحلقة- "المقناص أم مضارب البادية أم الفن" أم ماذا؟.